الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
كلمة مجلس مستودع الأوقاف
2842 مشاهدة
حق الفقراء على الأغنياء

على إخوانهم ذوي الجدة والإيثار، ولهذا جاء في الحديث مشروعية الزكاة: تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم وهذا دليل على أن هناك فقراء، ابتلى الله الأغنياء بالفقراء، والفرق بينهم أن الغني هو الذي عنده مال زائد عن حاجته تجب فيه الزكاة؛ إذا بلغ نصابا أو أكثر صدق عليه أنه غني، والفقير هو الذي لا يجد غنى يغنيه، دخْله لم يكفه لحاجاته، أو ليس له دخل، أو عليه نقص في متطلبات حياته.
جعل الله للفقراء حقا في أموال الأغنياء فقال تعالى: وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ السائل هو الذي يطلب من الناس، يمشي عليهم ويطلب منهم، والمحروم هو المتعفف الفقير الصابر الذي لا يطلب من أحد شيئا، ولا يُفطن له وهو أحق بالصدقة؛ ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم- ليس المسكين بهذا الطواف الذي ترده اللقمة واللقمتان والأكلة والأكلتان، ولكن المسكين هو الذي لا يجد غنى يغنيه ولا يفطن له فيتصدق عليه، ولا يقوم فيسأل الناس .
فنقول: إن عمل هذا المشروع الخيري في سد حاجة هؤلاء المستضعفين عمل صالح يشكرون عليه، فيرجى أن الله تعالى يثيبهم، وكذلك كل من ساعدهم.